تم إنشاء المركز السينمائي المغربي في يناير 1944، ما يجعله من أقدم المؤسسات العمومية المكلفة بتنظيم و تأهيل السينما في العالم.
لقد كان المغرب قبلة للأعمال الأجنبية منذ العشرينيات من القرن الماضي، ابتداء من "مكتوب" ل ج بانشون و دانييل كانتان الذي تم تصويره بمدينة طنجة سنة 1919 إلى "الرجل الذي يعرف أكثر من اللازم" لألفريد هيتشكوك سنة 1955، مرورا ب "عطيل" لأورسون ويلز سنة 1952 (الجائزة الكبرى لمهرجان كان سنة 1952 كفيلم مغربي).
قصة الحب هذه بين المغرب و السينمائيين لم تتوقف أبدا. فخلال أربعين سنة، أصبح المغرب أحد أهم مواقع التصوير في العالم، سواء تعلق الأمر بالسينما أو التلفزيون أو الأعمال ذات الميزانيات الضخمة أو ذات الميزانيات المحدودة. و تطول لائحة المدعوين الأجانب لدرجة أنه من السهل علينا تعداد أولئك الذين لم يصوروا بالمغرب.
و مع ذلك، دعونا نشيد ببعض المدعوين المرموقين: جون هيوستن، مارتن سكورسيزي، ريدلي و توني سكوت، فيليب دو بروكا، جاكي تشان، ألان شابات، بول كرين كراس، أوليفر ستون، أليخاندرو كونزاليس إناريتو، مايك نيويل، كلينت إستوود، بيرناردو بيرتولوتشي، فيتوريو ستورارو، فرانكو زيفيريللي، بروس ويليس، شون كونري، براد بيت، روبرت ريدفورت، نيكول كيدمان، توم هانكس، دانييل كريك، سام مينديز، صوفيا لورين، مونيكا بيلوتشي، بيلي أوكوست، ليوناردو ديكابريو......
و من أكبر عوامل الجذب التي يتمتع بها المغرب هي تنوع مناظره الطبيعية.
الجبال المكسوة بالثلوج أو الصحاري المفروشة بالرمال، قصور ألف ليلة و ليلة أو البنايات العصرية، القصبات أو الفيلات الكاليفورنية، المطارات العصرية أو قرى الصيادين، الطرق السيارة أو مدارج هبوط الطائرات في قلب الصحراء...... إذا كان مارتن سكورسيزي قد صور التيبت و ساحة تيان أن مان في المغرب (كوندون)، فقد وجد كذلك الديكور الملائم لتصوير (الإغواء الأخير للسيد المسيح).
أما بالنسبة لكلينت إستوود، فقد صور الفلوجة (القناص الأمريكي)، و ريدلي سكوت الصومال (سقوط الصقر الأسود) و كذلك روما القديمة في (المصارع). جون هيوستن بدوره صور كافيريستان، و هي منطقة خيالية في أفغانستان في (الرجل الذي أراد أن يكون ملكا). "كوبي" بروكولي صور أفغانستان كذلك في (جيمس بوند – القتل ليس لعبة). و منذ بداية سنة 2000، فإن الإناتجات التي صورت أفغانستان في المغرب لا تعد و لا تحصى. أما فيما يخص مصر، فنجدها في فيلم مهمة كليوباترا لألان شاباط، أو "نزهة عند أوزيريس" لنينا كومبانيز، و كذلك في حملة نابوليون على مصر في (نابوليون لإيف سيمونو أو نابوليون و جوزيفين – قصة حب التي أنتجتها وارنر بروس). و حتى المملكة الخيالية لويستيروس في (صراع العروش) تم تصويرها بالمغرب.
و مؤخرا، تم تصوير الجزء الخامس لفيلم (مهمة مستحيلة) سنة 2014 في مراكش، و يقوم حاليا سام مينديس بتصوير الجزء 24 لجيمس بوند.
و نتيجة لذلك، قامت اليومية البريطانية "دو غارديان" في أبريل 2015 باختيار المغرب كأفضل ثاني وجهة عالمية لتصوير الأفلام.
لقد ساهمت جميع هذه المعطيات في جعل المجتمعات السينمائية العالمية تختار المغرب كوجهة من أجل تنفيذ إنتاجاتها، ما يساهم دون شك في تنمية القطاع السينمائي و كذا الاقتصاد الوطني.
و من أجل ازدهار هذا القطاع الحيوي، قام العديد من المستثمرين المغاربة و الأجانب بإنشاء ستوديوهات مجهزة بشكل تام للتصوير في كل من الدار البيضاء و ورزازات (ستوديو أطلس، ستوديو كان زمان، ستوديو سينيدينا، ستوديو إستر أوندروميدا، ستوديو كلا)، و قد قام جلالة الملك محمد السادس بتدشين ستوديو سينيسيتا سنة 2005 بمدينة وارزازات.
و تعتبر الأهمية التي توليها أعلى سلطة في البلاد للسينما دافعا للسلطات العمومية و المهنيين و الفنانين للعمل على تطوير و توسيع هذا المبتغى المشترك و الغالي و الذي يتجلى في ازدهار صناعة سينمائية حقيقية بالمغرب.